قرر عدد من منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية بمحافظة قنا، جمع توقيعات سكان القرى المجاورة لمصنع الورق بمركز قوص، للمطالبة بسرعة نقل المصنع إلى خارج الكتلة السكنية والزراعات، بسبب التلوث الحاد، الذى يصدره بشكل يومى، وأدى إلى إصابة مئات السكان بامراض السرطان والفشل الكلوى وحساسية الصدر.
وارتفع عدد الجمعيات الأهلية المناهضة للمصنع إلى ١٥ جمعية على مستوى قنا، وقام رؤساء الجمعيات بجمع توقيعات من الأهالى وأعضاء المجلس المحلى للمحافظة.
ورصدت «المصرى اليوم» أشكال التلوث الصادر عن المصنع، والأراضى التى تضررت بشكل ملحوظ من وجود المصنع وسط الكتلة السكنية.
وقال محمد عبدالفتاح، ممثل رابطة الجمعيات الأهلية، إنه تم حشد مجالس الأمناء بمعظم مدارس قرى المحافظة لتنظيم حملة واسعة لمناهضة مصنع الورق، بالإضافة إلى انضمام بعض أساتذة الجامعات لتحالف المنظمات لرصد حجم التلوث البيئى الذى يسببه المصنع، وإعلانه لكل وسائل الإعلام، وإبلاغ مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية بحجم «الكارثة».
وأكد أن منظمات المجتمع المدنى تعتزم رفع دعاوى قضائية خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع مجموعة من القانونيين المهتمين بقضايا البيئة، استنادا للتعديلات الدستورية الأخيرة بقانون البيئة والتى صدق عليها مجلس الشعب منذ أيام، مشيرًا إلى أن المادة (٥٩) تنص على أن «حماية البيئة واجب وطنى، وينظم القانون التدابير اللازمة للحفاظ علـــى البيئة الصالحة»، وكذلك المادة رقم ١٠٣ من قانون البيئة التى تنص على أنه «لكل مواطن أو جمعية معنية بحماية البيئة الحق فى التبليغ عن أى مخالفة لأحكام القانون».
وأوضح أنه سيتم الاستناد فى الدعاوى القضائية المرفوعة، إلى الصور التى توضح السوائل الكيماوية الصادرة عن المصنع وتصرف على النيل مباشرة، وصور الأراضى التى تم تبويرها، وتسببت مياه الصرف الصناعى إلى قتل كل الزراعات فيها.
وأعلن عن تنظيم مؤتمر حاشد خلال الفترة المقبلة للكشف عن ضحايا التلوث الناتج عن المصنع لوسائل الإعلام، ولكل الجهات المسؤولة فى الدولة، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر سيضم لفيفا من كبار العلماء فى مجالات البيئة والصحة وأساتذة الجامعات، لبحث التأثيرات السلبية على القرى المحيطة، لافتا إلى أنه سيتم الاستعانة ببعض المنظمات التى وقفت وراء الحملة الناجحة فى دمياط لمناهضة مصنع أجريوم للبتروكيماويات.
من جانبه، أكد عبدالصمد عبدالباسط، عضو المجلس المحلى لمحافظة قنا، أنه سيتقدم ومجموعة من أعضاء المجلس بطلبات إحاطة جماعية لسرعة نقل المصنع إلى خارج المنـطـقة السكــنية، حماية للمواطـنين من الأمراض التى بدأت تنتشر بشكل خطير فى الآونة الأخيرة.
وكشف عبدالباسط لـ«المصرى اليوم» أن الصرف الصناعى الصادر عن المصنع تتسبب فى نفوق الأسماك والحيوانات، نتيجة إلقاء المخلفات السائلة بمياه النيل.